والتي لها مع صلاة العشاء أفضلية خاصة فقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النوم قبل العشاء لعدم إضاعتها؛ حيث تنتهي في منتصف الليل «ووقت العشاء حتى منتصف الليل (?)». . .)، كما نهانا عن السهر بعدها لعدم إضاعة الفجر؛ فقال عليه الصلاة والسلام: «لا تناموا قبل العشاء ولا تسمروا بعدها (?)» إلا إذا كان السهر طلبا للعلم النافع.

وإذا نظرنا إلى حياة المسلمين اليوم ويا للأسف فقد ضرب بعضهم التوجيه النبوي عرض الحائط، حيث أدخل التليفزيون بشروره وأضراره التي تفوق فوائده ليخرق هذا الأمر النبوي، ويعمل على خلافه إلا من رحم الله من المسلمين الملتزمين الذين يحبون الله ورسوله، ويتبعون أوامرهما، ويمتثلون لها، ويسلمون تسليما، فهم عباده الصالحون على الفطرة التي جعل الله فيها النوم باكرا والاستيقاظ باكرا من الشروط الصحية والجسمية والعقلية، كما أيد علم الطب وعلم النفس بأن ساعة من النصف الأول من الليل تعادل ساعتين من النصف الثاني، إنه دين الفطرة التي فطر الناس عليها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بورك لأمتي في بكورها (?)».

وحيث إن تأدية الصلاة تفضل في أول الوقت بموجب الحديث النبوي الصحيح: «أحب الأعمال إلى الله الصلاة في وقتها، وبر الوالدين، والجهاد في سبيل الله (?)».

فهذه الدقة في أوقات الصلاة لهي التدريب للمسلمين على الدقة في المواعيد والمحافظة عليها، فالإخلاف في الموعد أحد صفات المنافقين الثلاث كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان (?)».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015