وقال عز من قائل:
{وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (?).
وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} (?) {وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} (?).
قال بعض المفسرين: إن هذه الآية تعم أحوال الأبرار والفجار في الدنيا والآخرة، فالمؤمن في نعيم في دنياه وقبره وآخرته، وإن أصابه في الدنيا ما أصابه من أنواع المصائب؛ كالفقر والمرض ونحوهما، والفاجر في جحيم في دنياه وقبره وآخرته، وإن أدرك ما أدرك من نعيم الدنيا. وما ذاك إلا لأن النعيم في الحقيقة هو نعيم القلب وراحته وطمأنينته. فالمؤمن؛ بإيمانه بالله، واعتماده عليه، واستغنائه به، وقيامه بحقه، وتصديقه بوعده: مطمئن القلب، منشرح الصدر، مرتاح الضمير. والفاجر؛ لمرض قلبه، وجهله، وشكه، وإعراضه عن الله، وتشعب قلبه في مطالب الدنيا وشهواتها: في عذاب وقلق وتعب دائم، ولكن سكرة الهوى والشهوات تعمي العقول عن التفكير في ذلك والإحساس به.
فيا معشر المسلمين؛ انتبهوا لما خلقتم له من عبادة الله وطاعته، وتفقهوا في ذلك، واستقيموا عليه؛ حتى تلقوا ربكم عز وجل؛ فتفوزوا بالنعيم المقيم، وتسلموا من عذاب الجحيم.
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (?) {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ} (?) {نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} (?).