وأخواتكم من الأكفاء من سائر قبائل العرب، ولا تحبسوهن؛ فإن ذلك ظلم لهن ومخالفة ظاهرة لما درج عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم، وليس في حبسهن عزلهن ولا عزلكم، بل هو نقص على الجميع.
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما تواضع أحد لله إلا رفعه (?)». خرجه الإمام مسلم في صحيحه، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أيضا أنه قال: «إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد (?)». وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر (?)». والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
ولخوفي عليكم ووجوب النصح لكم عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة (?)»، حررت هذه الرسالة نصحا لكم وخوفا عليكم ورحمة لنسائكم، والله سبحانه سائلكم يوم القيامة عن ظلمكم لهن، وسوف يجازي كلا بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر، كما قال الله سبحانه: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} (?).
وبهذه المناسبة أوصيكم بالتسامح في المهور والولائم وعدم التكلف؛ لأن ذلك مما يعين على إعفاف رجالكم ونسائكم، والله جل وعلا المسؤول أن يوفقنا وإياكم لما يرضيه، وأن يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. . وأن يهدينا جميعا صراطه المستقيم، إنه جواد كريم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد