" ميورقة " ومكث فيها ستة أشهر، ثم توجه إلى جزيرة صقلية، (?) ومنها في سفينة إلى تونس حيث رحب به النصارى، فأكرموه وأنزلوه في منازلهم، وقد قضى حوالي أربعة أشهر في قراهم قبل أن يعلن إسلامه.

وبعد ما أقام المؤلف أربعة أشهر مع النصارى سأل الناس عن رجل في قصر السلطان يعرف لغة النصارى، فدله بعضهم على رجل كان طبيبا خاصا للسلطان أبي العباس أحمد المتوفى سنة (697هـ) الذي كان أميرا للبلاد آنذاك، فاتصل المؤلف بهذا الرجل وأخبره عما يريده من السفر إلى تونس، ولما علم الطبيب أنه جاء مسلما فرح كثيرا، وذهب به إلى قصر السلطان، ودخل على الأمير فحكى له قصة حياته، واستأذن له بالدخول على الأمير، فأذن له ورحب به.

يقول المؤلف: ولما حضرت مجلسه سألني أولا عن عمري؟ وعما تعلمت من العلوم والفنون؟

فقلت: أنا ابن خمس وثلاثين سنة، وذكرت له ما كنت قد تعلمت.

فقال الأمير: مرحبا بك، وأسلم على بركة الله.

فقلت للأمير: إذا خرج امرؤ عن دينه، فأهل دينه يتهمونه بأمور شتى ويطعنون على شخصيته، فيا حبذا لو أرسلتم إلى بعض علماء النصارى وتجارهم، ثم سألتموهم عني في غيبتي؛ لكي تعرفوا بماذا سيبدون من آرائهم في شأني، ومن هنا أحضر المجلس وأقوم بالإعلان عن إسلامي على رؤوسهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015