العدد 41 - بتاريخ: 3 - 8 - 1893
لا يخفى على أهل العلم أن الزجل من أبواب الشعر كالدوبيت والقوما وكان وكان والموشح موقد تناظر به كثير من الشعراء وافتخر بأحكامه بعض الأدباء حتى عدت صناعته أصعب من قرض الشعر إذا كان مشتملاً على المعاني الغريبة مسبوكاً في قوالب لطيفة فالتفنن فيه من محامد الشعراء لا من مذامّهم وقد كنت أحاول نظم شيء منه في الأيام الخالية فيتعاصى لعدم الباعث ثم اتفق لي أني كنت بمولد سيدي أحمد البدوي رضي الله تعالى عنه سنة 1294 هجرية وكان معي السيد علي أبو النصر والشيخ رمضان حلاوة والسيد محمد قاسم والشيخ أحمد أبو الفرج الدمنهوري فجلسنا على قهوة الصباغ نتفرّج على أديب وقف يناظر آخر فلما فطن أحدهما لانتقادنا عليهما استأنف أخاه إلينا وخصانا بالكلام فأخذا يمدحاننا واحداً فواحداً إلى أن جاء دورهم إليَّ فقال أحدهما يخاطبني