مما هو في مملكة فرنسا ولكن لا يصدق هذا على المملكة جميعها وقد أتضح من الإحصاءات في هذا الأيام الأخيرة أن نصف المملكة ليس له معرفة بالقراءة والكتابة وبالجملة فجميع الجهات المفوض أمر التربية فيها إلى القسوس درجة الجهل فيها عظيمة جداً ومع أن هذه المملكة تصرف على التربية مبالغ عظيمة لم تتحصل على التقدم المرغوب وما ذلك إلا بسبب أن القانون لم يسوغ جبر جميع لأطفال على الحضور للمكاتب مع تصريحه بأن قسوس الديانة لهم التكلم على هذا الأمر فينبغي لأجل الحصول على الثمرة التي تكافئ ما هو جار صرفه عليها من المبالغ منع تصرف القسوس وجعل الأمر الديني منوطاً بهم فقط فبهذا يحصل بهذه المملكة في زمن قريب ما حصل في غيرها من الممالك المجاورة لها.
هذا الوطني اجتهد في فتح هذه الورشة وأخذ يزيدها آلة فآلة حتى صارت أحسن ورش اسكندرية وليس حسن الورشة هو الداعي لشهرتها وإقبال الناس عليها بل علم هذا الوطني وتفننه هو الذي أوجب الثقة به فأقبل عليه أرباب البابورات والآلات المحتاجة للتصليح أو التجديد وانتشر خبر براعته حتى وصل الحضرة الخديوية العباسية أيدها الله تعالى فأقبلت عليه وابتدأ خدمته لها بعمل طاحونة هواء للماء أحسن صنعها وأتقنها فوقعت عند مولانا الخديوي الموقع الحسن ثم أمر حفظه الله تعالى أن يركب هذا الوطني قزانات وأبور المحروسة وهو عمل لا يسلم إلا إلى مهرة الميكانيكية فنحن نثني