فأعيا الخطبَ ما يلقاه منا ... ولكنا صحاح ما عيينا
صلينا يا خطوب فقد عُرفنا ... بأنّا الصُلب صُلنا أو صُلينا
وقرّي فوق عاقتنا وقولي ... نزلت اليوم أعلى طور سينا
علينا للعلا دين وضعنا ... عليه الروح لا الدنيا رهينا
فهل يمسي رهين في سرور ... وهل تلقى بلا كدر مدينا
إذا ما المجد نادانا أجبنا ... فيظهر حين ينظرنا حنينا
يغنينا فيلهبنا التغنيّ ... عن الباكي وينسينا الحزينا
ولسنا الساخطين إذا رزئنا ... عم يلقى القضا قلباً رزينا
فإنا في عداد الناس قوم ... بما يرضى الإله لنا رضينا
إذا طاش الزمان بنا حلمنا ... ولكنا نُهينا إن نهينا
فبيت المجد يهدمه التغابي ... وزند الفضل ينتن أن أُبينا
وإنا والورى قسمان لكن ... إذا ماتوا بنازلة حيينا
وإن لاذوا بعترتن ضعفنا ... فإن رفعوا أنوفهم قوينا
وإن شئنا نشرنا القول درا ... وإن شئنا نظمناه ثمينا
وإن شئنا سلبنا كل لب ... وإن شئنا سحرنا المنشئينا
ومسطرنا يناجي كل حبر ... بما يهوى ويعلى الكاتبينا
سلوا عنا منابرنا فإنا ... تركنا في منصتها فطينا
لحكمتنا تقول إذا هذرتم ... الاهبي بصحنك فاصجينا
ورثناها عن الآباء بحق ... فإن سرنا نورّثها البنينا
بعيد أن يرى حبر غبياً ... وسيد عترة يلفى هجينا