مجله الاستاذ (صفحة 880)

تترقى شيئاً فشيئاً حتى بلغ عدد المعاقبين بالحبس بعض مئين وعدد الغرامة النقدية ثلاثة آلاف فرنك في الأيام الأخير حال كون التعداد صار تسعة عشر مليوناً. ومن هذا يعلم أن جميع المأمورين ورجال الحكومة صاروا معاً يداً واحدة وإن المتأخر عن تعليم ولده قليل جدّاً. وقد اختصت الحكومة بإصدار الأوامر وترتيب طرق التعليم أما الصرف على تلامذة المكاتب فمما يؤخذ على الأطفال ومن جهات معينة لذلك ومن ضريبة مقدرة على الأهالي بحسب اقتدارهم وقد تساعدهم الحكومة إذا رأت عدم اقتدار ناحية على ما يلزم للمكتب. وكانت المكاتب الابتدائية مؤسسة على تعليم الأمور الدينية وفن القراءة والكتابة الذي هو المقصد الأعظم والذي سهل هذه الطرق ظهور المذهب البروتستانتي فإنه حتم على كل إنسان قراءة الإنجيل بنفسه ولذلك عظمت رغبة الأهالي في تعلم القراءة ليتمكنوا من قراءة الإنجيل بأنفسهم. واستمرت الحال كذلك مدة إلى أن سعى بعض النواحي في فصل التربية الدينية من التربية المعاشية كما هو حاصل في بلاد النيمسا ولكن الحكومة البروسيانية لم توافق على ذلك وألزمت الطفل بتعلم ما يلزم لدينه ودنياه في المكتب بحسب ما يرى لرجال الديانة خوفاً من أن يعدل عن طريق الفضل وليشب الطفل على الطاعة والامتثال واعتبار الناس على اختلاف درجاتهم وحب ذوب القربى والميل إلى اصطناع المعروف وفعل الخير واجتناب السوء وأهله فإذا انتهى من تعلم القواعد الدينية والحكم الأدبية بلغ الشجاعة من غير تفاخر والأقدام من غير نكير والحرية من غير تعد للحدود ويحصل على علم ما له وما عليه فلا يتساهل في طلب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015