العدد 37 - بتاريخ: 9 - 5 - 1893
معلوم أن سعادة كل أمة موقوفة على تربيتها وانتشار العلوم فيها فإن الجهل يسوق أهله إلى الدمار والخراب وتواصل الفتن والحروب الداخلية والخارجية مع حيلولته بين أهله وبين ما يوصلهم إلى الظفر وبلوغ المقاصد بسبب فقد المعدات والآلات التي حرمهم منها وقد كانت الممالك قديماً محاطة بسور الجهل فكانت الحضارة فيها قليلة والرفاهية متعذرة والأمن معارضاً بالغارات والثورات الأهلية والخارجية الصناعة متأخرة تأخراً أوقفها عند الضروري الذي تلجئُ إليه شدة الحاجة. وللجهل تاريخ في كل أمة ومملكة يحفظه العقلاء ويعلمون مقدار ما جلبه من المصائب وما ترتب عليه من الخسائر. وقد أخذ الشرق دوره الأول ففي التربية والتعليم حتى أهّل غيره للأخذ عنه فكانت أوروبا أسرع في التقليد وأدق في