إلا خلل عقول الناس الذين يتقولون على الأستاذ الجربي فإننا نسمع الرجل منهم يقول أن شيخنا يجلسنا في مجلس المراقبة ويطفئ النور ويقول تجرد عن نفسك تخاطب ربك وترما غاب عنك ثم إذا حققنا الأمر أنكر ذلك وهذا دليل على أنهم تعتريهم نوبة خلل في العقل فلا يفرقون بين الإيمان والكفر وإلا فلو كانوا عقلاء ما اتهموا شيخهم ولا افتروا عليه هذه الأقوال القبيحة. وبالجملة فإننا نعجز عن الثناء على سماحة السيد البكري الفاضل الماجد حيث أزال عن الأمة غمة ومحا ضلالة وأظهر حقاً ولله در الأستاذ الجربي حيث أظهر افتراء الناس عليه بما أنكره من تلك الأقوال وما أبداه من التبرؤ مما يخالف الكتاب والسنة.
وهنا ينبغي أن نورد ما قاله القاضي عياض في الشفاء مما وقع عليه إجماع الأمة أنه مكفر فمنه قوله. وكذلك نكفر من أدعى مجالسة الله تعالى والعروج إليه ومكالمته وحلوله في أحد الأشخاص كقول بعض المتصوفة والباطنية وغيرهم.
وكذلك نقطع على كفر من قال بعدم العالم أو بقائه أو شك في ذلك أو قال بتناسخ الأرواح وانتقالها أبد الآباد في الأشخاص وتعذيبه أو تنعمها فيها بحسب ذكائها أو خبثها ومن اعترف بالإلهية والوحدانية ولكنه جحد النبوة من أصلها عموماً أو نبوة نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم خصوصاً. ومن دان بالوحدانية وصحة النبوة ولكن جوّز على الأنبياء الكذب فيما أتوا به أدعى في ذلك المصلحة أو لم يدعها كالمتفلسفين وبعض الباطنية
والروافض وغلاة المتصوفة والإباحية فإن هؤلاء زعموا أن ظواهر الشرع وأكثر ما جاءت به الرسل من الأخبار عما كان ويكون من أمور الآخرة والحشر والقيامة والجنة والنار ليس فيها شيء على مقتضى لفظها ومفهوم خطابها وإنما خاطبوا بها الخلق على جهة