المسلمين بلا شك فإنهم يدعون أن دينهم سيغلب كافة الأديان وينسخها فما دامت لهم حياة وقوّة يستحيل عرض الإنجيل عليهم (يريد بذلك تحريض دول أوروبا على التغلب على المسلمين ليسهل عليهم ألزامهم بالتنصر أما بالقوّة أو بالتعليم المدرسي كما هو حاصل في بعض البلاد التي أوقعها سوء البخت في يد الأجانب) وبالجملة فإن كل قطعة من الأرض بقي فيها للإسلام قوّة سياسية فإن التبشير فيها بالإنجيل لا يفيد شيئاً فإن الداعي منا والمجيب له منهم تحت حكم القتل عندهم نعم أنه صدر أمر من الدولة العلية سنة 1839 بعدم قتل المتنصرين ولكنه لم ينفذ (انظر اضطراب الأجانب عندما يسلم واحد منهم وتعصبهم عليه وأخذه من الحكومة بالقهر وسجنه في دير أو كنيسة حتى يعود ثم تأمل في اعتراضهم على المسلمين بغير حق تعرف قدر تعصبهم واعتذاراهم لمن ينفقون عليهم بصعوبة الحال ما دام المسلمون تحت سلطة سلطانهم ولو قدر المسلمون هذا الكلام قدره لربطوا قلوبهم على حب ملوكهم وأمرائهم وعقدوا عزائمهم على عدم الاعتراف بغير سلطة سلطانهم وأمرائهم فإن سيف السياسة البروتستانتية ما جرد إلا لنشر الدين ودعوى الاستعمار ومنع التوحش والهمجية دعوى صورية تكذبها أعمال القسوس والجمعيات الدينية الكثيرة العدد) ولما أراد المسيحيون تنفيذ
هذا الأمر توقف العلماء توقفاً كلياً. وقال المبشر المذكور أن أبواب الدولة العثمانية كلها مقفلة الآن أمام كل شيء. اسمه تبشير للمسلمين بالإنجيل ولذلك جعل المبشرون الأمريكان قوتهم في تنوير كنائس النصرانية الشرقية في تركية أوروبا ومصر والأناضول. أما جمعية التبشير الإنجليزية فإنها قررت إقفال محالها في مصر وأسلامبول وأزمير لعدم فائدتها