مجله الاستاذ (صفحة 793)

صلى الله تعالى عليه وسلم وكذلك جاء الصوفية المتقدمون على هذا الأثر فلما تشيخ الجهلاء في الطريق التزموا البدع وجاء من لهم إلمام بكتب القوم فانتحلوا أقوالاً لا يعرفون شيئاً من أصول الطريق ولا يفرقون بين الشيخ المحق والشيخ المبطل فسنكتب كتاباً في هذا الباب نبين فيه الطرق الأربعين وأصولها وواضعيها ثم نبين أشياخ عصرنا ونحلهم ودعاويهم وما يصيدون به العامة من الخيالات والأوهام هذا إذا لم يظهر مبطل للمناضلة عن بهتانه فإننا نضطر للرد عليه في الجريدة وننشر معتقده بين عامة المسلمين لئلا يقعوا في حباله كما وقع ضعفاء اليقين الذين تصيدهم بحبال الأوهام. ولنا أمل عظيم في سماحة صاحب الفضيلة السيد محمد توفيق أفندي البكري أن يسعى في إماتة هذه البدع وأحياء السنة فإنه ابن المعارف المتضلع من العلوم

العارف بالسنة وحقائق الطرق ويسره أن يرى الأمة بعيدة عن الخرافات لما له من قوة اليقين وحب السنة المطهرة ويكفي قول الإفرنج لنا كرنفال في السنة ولكم في كل مولد كرنفال.

وليس القصد إبطال الطرق نفسها فإنها من أحسن طرق التعليم الديني والتربية الأدبية فإن الشيخ عندما يلقّن المريد لا إله إلا الله محمد رسول الله يشرح له معناها فيبين له صفات الله تعالى وما يجب له وما يستحيل عليه وما يجوز وما يجب للرسل وما يستحيل عليهم وما يجوز ثم يبين له كيفية الصلاة وترتيب العبادات وليس في تعلم الدين عن العلماء أكثر من هذا للعامة ثم يعلمه الآداب الواجبة واللازمة فيوقفه على ما يعامل به إخوانه وأهله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015