طرق أشياخهم الذين يدّعون أنهم على آثارهم وما هم إلا في أيدي الشياطين يلعبون بهم كيف يشاؤن أين تصفية الباطن التي هي مدار الطريق وأين الخمول مع هذا الظهور وأين التواضع مع ركوب الخيل والبغال يقدمها الطبل والمزمار كأن الخليفة مأمور مركز أو ضابط بلد وأين البعد عن الناس مع هذه المزاحمة الدنيوية وأين البعد عن الرياء مع الوقوف بين مئات الألوف نتمايل ونتلوى وأين الإرشاد مع هذه البدع وأين الأشياخ إذا أردنا السلوك ومن نراهم رجال اتخذوا الطريق وسيلة معاشية أما آن لهذه البدع أن تموت ولهؤلاء الجهلة أن يتنبهوا ويعلموا أنهم بين أمم ينظرون أعمالهم وينتقدون أحوالهم ويكتبون عنهم ما يكتب عن الهمج وسكان البوادي. إن الطريق المسلوك للقوم مبني على الإخلاص في العمل وحب الخلوة والبعد عن الناس والصمت عن اللغو وملازمة الذكر ومداومة السهر فيه وفي التهجُّد والزهد فيما في أيدي الناس والتمسك بالسنة والإرشاد إلى الطريق المستقيم وأين هذه الأصول الشريفة مما نراه الآن من الخروج عن الحدود واستبدال السنة بالبدعة وترك الشرع بهوى النفس والطامة الكبرى دعوى بعض الأشياخ وانتحاله ما يضر بالعقيدة وإصلاحه العامة بما ينقله إليهم عن بعض الصوفية مدعياً وصوله إليه من طريق الفتح أو الإلهام فقد كثرت النحل والبدع وسمعنا من أقوالهم ما ليس من ديننا ولا يقول به أهل دين أخر اللهم إلا عند البوذية من المجوس فإن لهم أقوالاً تشبه أقوال القائلين بوحدة الوجود وهم لا يدرون معنى القول بالوحدة فقد رأيت طائفة بكفر الشيخ طلحة من بلاد مديرية الغربية تدعى هذه الدعوى