والمسامرة فنحن في أيام رضوان وإحسان تمطرنا سحب الرحمة والغفران فحق لنا أن نبكي على فراق شهر كثرت فيه الغنائم الأخروية والمسرات الدنيوية لولا مجيء العيد عقبه ينشر علينا رايات الفرح ويدق طبول السرور لتفرغ الناس من أعمالها وأشغالها المعاشية إلى الملابس الفاخرة والتظاهر بالفرح والابتهاج وليتبادلوا التهاني والتبريك بوجوه مسفرة ضاحكة مستبشرة وليهرعوا إلى باب خليفتهم الأعظم وسلطانهم الأفخم أمير المؤمنين بالآستانة وخديويهم الأجل الأكرم أميرهم المعظم في مصر مهنئين ومقتبسين من أنواع الحضرتين ما تبتهج به النفوس وتنشرح له الصدور فإذا انتهوا من حضرتي المجد والشرف خرجوا كالأقمار مترددين على أبواب الأمراء الفخام والذوات الكرام ثم على أبواب بعضهم البعض في يوم ما ترك بيتاً إلا ملأه بالفرح والسرور ولا فقيراً إلا غمره بالإحسان من فضل زكاة أو تحف مبرة فلله رمضان ولله عيده. وعند تذكرنا هذا كله نودع هذا الشهر الجليل وداع الراجين لعودته الآسفين على فراقه ونستقبل العيد الجليل بإدخال السرور على الفقراء والمساكين ليكون السرور عاماً وحيث أن يوم العيد صادف يوم صدور الجريدة فلا تصدر فيه لنساوي من فرغ من عمله وتجرد لاغتنام الإنس والحظوظ ولهذا فإننا نتقدم بين يدي الحضرتين السلطانية والخديوية بتقديم واجبات التبريك والتهنئة داعين بحفظ هذين السندين وتخليد مجد الدولة العلية التي هي مرجع الكلمة الإسلامية وأن توزع المسلمون في أقطار متباعدة ووجد بعضهم تحت سلطة دول أخرى
فإنهم جميعاً يحترمون مقام الخلافة العظمى ويعترفون أن السلطة الأجنبية عارض لا يدفعهم عن تعظيم إمام