مجله الاستاذ (صفحة 777)

وأما الأمر الثاني وهو المهاجرة فإنه قائم بالاستعمار في البلاد التي لم تطأها قدم التمدن الجديد وهيهات أن يستسلم سكان تلك البلاد على عوامل التغلب عليها دون حرب ولا قتال وذلك من المشاهد المحسوس وزد على هذا ما ينشأ عن التزاحم الاستعماري فإن الحاجة إلى الاستعمار تزداد يوماً عن يوم وسوف يظهر تسابق الدول في ميادين المناظرة الاستعمارية في أفريقيا وآسيا ما هو خفيٌ الآن.

وبناءً على ما تقدم يلزم أن نحكم باستحالة امتناع الحرب إلا إذا استحال الإنسان وزال منه الطمع بالمرة فهي ما زالت ولن تزال ناشرة جناحيها على الخافقين. وللحرب أسباب سنفرد لها مقالة أخرى إن شاء الله تعالى.

التشخيص العربي

سرنا تقدم هذا الفن الجليل في هذه الأيام وارتقاؤُه إلى درجة لا تنحط عن درجة التشخيص الغربي وسرنا أيضاً ما رأيناه من إقبال الجمهور عليه وارتياحهم إلى تقدمه ونجاحه فقد كان تياترو شارع عبد العزيز في ليلة الجمعة الماضية غاصاً بالناس على اختلاف طبقاتهم لحضور تمثيل رواية محاسن الصدف وهي رواية بديعة نالت من القبول أوفر نصيب من تأليف صديقنا الفاضل ((محمود أفندي واصف)) ولقد أجاد المشخصون كل الإجادة وأبدعوا غاية الإبداع ولاسيما حضرة المتفنن البارع الشيخ سلامه حجازي فقد خلب القلوب بحسن تشخيصه وشنف الأسماع بدرر أنغامه.

وقد قام في وسط هذه الحفلة حضرة الخطيب البليغ الفاضل إسماعيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015