أبنائهم وترقيهم إلى الرتب العالية وحصولهم على المرتبات الشهرية التي انفتحت بها بيوت كثيرة في المدن والقرى وخرج أبناء المتعلمين مهذبين وظهر منهم الوجهاء والأعيان والعمد فكانت فائدة التربية عامة في الحكومة والرعية ولكون الحكومة كانت في نشأتها مجردة من المساعد والمعين والمشير الأمين مع توالي الحوادث والحروب والفتن لم يكن أسلوب التعليم على ما ينبغي فقد كان الغرض سرعة تربية أناس وطنيين تستعين بهم الحكومة على مهامها فكان التلميذ بتعلم بعض الضروريات لعدم وجود من يتمم له العلوم العالية والذين كانت تستخدمهم الحكومة من الأجانب ليسوا من المتمكنين في المعارف فكانت تستخدم من تجده منهم على أية كان حالة كان ولما رأت أنها مضطرة لأناس متضلعين من العلوم الرياضية والطبيعية وأصول التربية وترتيب المدارس والدراسة أخذت ترسل الإرساليات إلى أوروبا لكونها صارت مقر تلك العلوم وقد نقلت الكتب القديمة إلى لغاتها وضمن إليها ما ألف من رجالها بلغاتهم فاحتكرت التعليم. فأول إرسالية كانت في شعبان سنة 1241 وقد مكثت في أوروبا ثمان سنين وتسعة اشهر مفرقة في ممالك شتى مقسمة أقساماً لكل فن قسم مخصوص فلما تحصلت على المقصود حضرت في جمادى الأولى سنة 1250 وكان من رجالها العلامة الفاضل المرحوم رفاعة بك ومظهر باشا وبهجت باشا وكان عدد تلامذتها 137 تلميذاً فيهم المشايخ وأولاد الذوات والعمد والأهالي مركبين من العرب والترك والجركس وبعض الروم والأرمن من أولاج المستخدمين منهم في الحكومة وفي سنة 1253 أرسل ثلاثة عشر تلميذاً أقام بعضهم ثمان سنين والبعض إحدى عشرة سنة وفي سنة 54 و55 و56 و57 و58 و59 أرسل