الخناصر على عمل من شأنه إعادة سؤددنا وعزنا الأدبيين السابقين لهان علينا الأمر إذ نحن بالرغم عما نرجم به من أننا لسنا بأكفاء لمجاراة غيرنا في العلوم والمعارف وكل أمر متعلق بالمدينة والآداب قادرون على ذلك تمام المقدرة وأقرب شاهد على قولي تاريخ الشرق وآثاره الدالة على أنه كان مهد الحضارة ومنبع التمدن والشمس المنبعثة منها أشعة العرفان المنتشرة في العالم بأسره ثم قال وما الحيلة في الوصول إلى هذا الغرض الشريف والكلمة متفرقة وكل يجر أذيال المنفعة نحوه معرضاً عن صالح أخيه ووطنه واستغرق في الكلام في هذا الباب حتى قال أن لا دواء لهذا الداء وإن الأقدار سوف ترينا ما تشاء.
فأجبت أن الدواء سهل النوال قريب المأخذ لا يعترضه شيء من العقبات إلا ما كان من وهن الإرادات وضعف العزائم فاعقدوا النية على عمل وعززوها بالإرادة الثابتة والعزيمة القوية فتظفروا بالفوز إذ لا مانع يمنعنا من عقد النية على أمرٍ ما ولا يردنا راد لو أردنا عملاً وعزمنا عليه بقوة وتأنٍ وصبر وثبات وما لا نفعله نحن يفعلهُ أبناؤُنا إذ الأمم أدوار والدهر دوار يوم لك ويوم عليك فقال الجميع صدقت وبالحق نطقت.
وفي هذا المقام اسأل شبابنا الأذكياء ماذا يمنعكم من تخيص جزء من أوقاتكم للمطالعات والمباحث العلمية والأدبية وصرف همتكم إلى الآداب والكمالات من تأليف وتعريب وتصنيف واقتباس فإن رأيتم الناس منصرفة أذهانهم إلا الملاهي فلم لا تأتونهم بالمواعظ من باب الملاهي وتزينون لهم الآداب بملابس اللهو وتعلمونهم الخلق الحسن في روايات
مختلقة يحسن تلاوتها