اضطر فيه الأجنبي للاحتيال على بعض أهل البلاد بتردده عليهم بعد أن كانت العظمة تمنعه من قبول الزائر منهم. ومن يرجع للاغترار بالوعود والأكاذيب وهو يرى ذلك غيره ممن أوقعهم تصديق الأكاذيب في شرك الأجنبي فأصبح يئن ولا راحم له وينادي ولا سميع لندائه فما كان دخول انكلترة في الهند إلا لوضع حكومة نظامية وتشكيل هيئة مدنية وهي إلى الآن تدعى هذه الدعوى مع أنها وضعت في عنق كل هندي إلا تقوده به إلى ما تريد على أية صورة أرادت وأصبح مسلموه في ذلك وهوان يقاسون من سوء المعاملة ما تتفتت له الأكباد ويرون من قوة الحكام وسلب الحقوق والمعاكسة الدينية ما تنخلع له القلوب وتنقبض له النفوس ولو دخل المصريون الهند لكان لهم أكبر عبرة وأعظم محذر من مشاركة الهنديين فيما هم فيه من الاسترقاق والعذاب ولا يظن غير المسلم من المصريين أنه يعامل معاملة خاصة تريحه وتلحقه بالمستر في نعمه فإن رؤْية المجوس والبراهمة تؤكد كل من أوقعته المقادير تحت استبداد إنكلترة التي لا تعد غير الإنكليزي من نوع الإنسان. إننا نرى البحري الهندي في مراكبهم يأكل العدس بالخبز اليابس ولا يرى اللحم إلا في الأعياد ونرى البحري الإنكليزي تحمل له اللحوم في الصناديق من مسافة بعيدة وحكم العسكري البري حكم البحري من الفريقين فأولى بالمصري أن يعتبر ويتنبه فقد كشفت له الحقائق وذاق من مبادي الهوان ما هو أشد ألماً من سوط الاستبداد الظاهري. وإذا علم أن جرائد الإنكليز في الهند إلى الآن تقول في كل
سنتين أو ثلاث قد وطدنا الأمن في الهند ونظمنا حكومته وما بقي علينا إلا أن نترك البلاد لأهلها علم