مجله الاستاذ (صفحة 679)

ثم تضرب أجلاً للمتناقشين معها عشرين يوماً فاقل أو أكثر حتى إذا مضت المدة ولم ينبهها أحد على شيء أمضت ما قررته وأعلنت تنفيذه بحكم الإجماع. ولا تعم فوائد هذه الجمعية إلا إذا تقرر في مجلس النظار اعتبارها جمعية لغوية وإلزام مدرسي العربية في المدارس وغيرها بالنقل عنه وتعليم الطلبة ما تقرره من الفوائد اللغوية ويصدر الأمر العالي بالتنفيذ ثم تتناقل الجرائد المحلية كلماتها وتكررها بالمناسبات لتكون في مقام مدرسين يعلمون القراء ما يتعلمه التلميذ في المدرسة من فوائدها وبهذه الطريقة تتداول الكلمات المقابلة للكلمات الأجنبية ولا نقول وتموت الأجنبية بالمرة بل تزاحمها العربية مزاحمة تضيق نطاقها. وكنت أرى أن تعلن الجمعية قبولها معارضة من يرى شيئاً فيما تقرره ولكني رأيت جريدة الهلال الفراء دخلت هذا الباب وقالت ((إننا لم نرَ في لفظة مدره الكفاءة التامة لتنوب مناب لفظة أفوكاتو بكل معانيها إذ أن هذا اللفظ في اللغات الأفرنجية يفيد المدافعة عن الآخرين في الأمور الشرعية وهذا لا تفيده لفظة مدره لأن المراد بها زعيم القوم والمتكلم عنهم بماله من الرآسة عليهم كما هو الحال في رؤساء الأحزاب وزعمائها) ثم قالت بعد كلام (أما الأفوكاتو فعلى خلاف ذلك كما لا يخفى) ونحن نقول أن اللفظ يقوم بالمراد فإنه كما يدل على السيد الشريف في قومه يدل على المقدم في اللسان واليد عند الخصومة والقتال والمقدَّم في اللسان عند الخصومة صفة جامعة لكل ما يخاصم فيه سواء كان حقاً شرعياً أو مدنياً أو جنائياً له أو عليه فهو أعم من لفظ محام الآتي من مادة حمى الشيء منعه ودفع عنه وليس فيه معنى المطالبة بالحقوق ولا درء الحدود ولا رد الشبه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015