مجله الاستاذ (صفحة 632)

ببعضه إلى المدرسة للنظر فيه فيمكنهم أن يدرسوا الأراضي

المصرية علماً وعملاً ويدونوا فيها كتباً تشتمل على بيان أرض كل بدل وقوتها وضعفها وتحديدها بدرجات تناسبها لتكون قانوناً للحكومة في ترتيب الضرائب وفصل القضايا المختصة بها كما أنهم بهذه الحالة يعرفون الآبار الجاري السقي منها والترع والبحور ويرشدون الفلاحين حال مرورهم إلى طرق الإصلاح فتزداد معارفهم وتصلح أراضيهم وتمو ثروتهم وتعود تنقلاتهم بأعظم الفوائد على المدرسة ثم يكون التنقل على التبادل بين التلامذة ليأخذ كل واحد منهم حظه من المشاهدة النظرية ويكتب إلى المديرين بمساعدتهم على التنقل في البلاد والانقياد إليهم في العمليات التي يقتضي إجراؤها في بلد من البلاد لمعرفة ما هو ضروري لهم. وإلا فإن اشتغالهم بالعلم وحده أو بالتجارب معه في بستان الجيزة وحده لا يكفي في إحاطتهم بهذا الفن الشريف فإن الأرض تختلف جودة وضعفاً ومنه الطيني والرملي والمرتفع والمنخفض وكثير الماء وقليله وكل هذه أوصاف توجب اختلاف المحصول باختلاف مزرعته فيجب على التلامذة الوقوف عليها في أماكنها بحيث يمكنهم أن يتداركوا كل خطر يحدث للمزروعات قبل تفاقمه وانتشاره بأخذ التحفظات اللازمة كما تفعل الأطباء وقت حدوث الوباء من الحجر ومعالجة المصابين. وقد رأيت أربعين تلميذاً عائدين من زيارة فابريقة البدرشين فسألتهم عن قائدة علمهم فقالوا تقدم ثروة بلادنا بتقدم زراعتها ثم سألتهم عن معلميهم وضباطهم فاثنوا عليهم خيراً وشكروا عنايتهم بهم وخصوا حضرة خلوصي بك بثناء جميل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015