العدد 27 - بتاريخ: 21 - 2 - 1893
لا يخفى على كل وطني أو مجتاز أن البلاد المصرية بلاد زراعية لاستواء أرضها وعدم وجود أراض جبلية أو صخرية فيها ولمرور النيل على كل نقطة فيها بالسيح أو بالآلات وقد اعتنى أهلها بفن الزراعة حتى اتقنوه وعرفه الخاص والعام بل لا يخفى على نساء الريف لكثرة مزاولة الرجال للفلاحة ومشاركة الأولاد والنساء لهم في كل أعمالهم فصار علم الزراعة مقرراً راسخاً في أذهانهم فترى كل فلاح يعرف وما يحفظ الزرع غالباً وهذا أمر كالفطري عندهم ولكن لهذا الفن كتب فيها كثير من الفوائد التي لا يهتدي إليها الفلاح الجاهل فإن العالم الزراعي يمكنه أن يحلل المادة الطينية والماء والنبات ويعرف العلل الوجبة لفساد الزرع والأسباب الحافظة له والأمراض التي تعتري الأشجار والنابت الذي يضر الشجر والحشرات المهلكة للزروع