فمن للعوافي تاتلي حين يممت ... يميناً لقد فاضت يمينك باليسري
ولا غرو فهو البحر يقذف بالمنى ... إذا اليمن في يمناه واليسر في اليسرى
عزيز علينا ان نراك أبا الضيا ... وأضلع تلك الأرض تحويك مزورا
عزيز علينا أن غربت وطالما ... أظل طويل الليل يملاؤه شكرا
يبيت يجافي جنبه عن فراشه ... ويطوى ضلوع الليل منه على العبرا
يرقرق دمعاً ساقه الخوف والتقى ... تحدرفوق الخد والشيبة الغرا
وما غره أن كان من آل أحمد ... أيمتنا والطاهرين بني الزهرا
ولهفي على من كان كهفاً لأهله ... تسايره الدنيا إلى أختها الأخرى
فلله مدعو إلى الله راحل ... إليه بكته الأرض والظلة الخضرا
ووجه وضيء في الدياجي معفر ... بمسجده لما تقلب في الغبرا
وقلب شجي طال عهد الوفا به ... تململه التقوى وتقلقه الذكرى
له الله من شيخ بكاء وحرقة ... فمن مقلة رياً ومن كبد حرى
لئن صدعت أيدي الحوادث شمله ... فذانكم النجلان قد جبرا الكسرا
وأن عبثت أيدي النوائب بالعلا ... فعين العلا قرت بمن أعلنا السرا
ومن نشرا فينا المعارف جملة ... ومن علما الآداب فهي إذن تتري
أعزيكما نجليه فيه وكل من ... تعزز بالإسلام فانشرحوا صدرا
ولم يقض من فرعاه طالا مهابة ... وعزا وإجلالاً وطابا وقد برا
وقاما بتهذيب الخلائق والنهي ... قيام أمرىء لم يأل جهداولا نصرا
طلابا لأمر ما جهلت مكانه ... ومن الدين حتي الحقا الحق بالشعرى