الملزمة الأولى أخذوا يبحثون عن مسودتها وتراسلوا إلى المطبعة جماعات يطلبونها من الخدمة بمال يبذلونه وأخذوا يزيدون في الجعل حتى أوصلوه إلى مائة جنيه يزعمون بظنهم الفاسد وحقدهم الذي كاد يمزقهم غيظاً من الأستاذ أن تلك الأبيات تدعو إلى ثورة وهو زعم من لا عقل له ولا فيه أدنى تصور فإنهم لو كانوا من صف العقلاء لحكموا باستحالة نشر الكلام ثوري في جريدة يقرؤها الوطني والمستوطن ولإقامة الدليل على جنونهم ورغبة في قطع ألسنتهم وألباسهم ثوب الخزي أثبت الأبيات الأولى في هذا العدد وأثبت القصيدة الخديوية في الآتي لأعرض ذلك على ألي الألباب لعلهم ينصفوننا من تصدي أضداد المصريين لتأسيس الفتن وترددهم على أبواب وكلاء الدول بالأكاذيب والأراجيف التي يفترونها على أوروبا وعلى المصريين ـ أما الأبيات الأولى فإني أقول للمصريين والشرقيين.
وحاشوا أناساً أشر بواجب غيركم ... وهم منكم لكن يسرهم الشر المكروه
مثالهم بعض الألى أنشأوا لكم ... جرائد يزهو في صحائفها السطر
ومن بات مسروراً بخدمة غيركم ... ومثر له من فضل أعدائكم وفر
ينادونكم للغير باسم صلاحكم ... وسم الأفاعي في صناعتهم حبر
أزيلوا بني ودي تنافركم ولا ... تميلوا لما ضر الصدور به الغمر الحقد
تنافركم بالدين ينثر جمعكم ... ويجعلكم نوقاً يشردها النبر
فلستم رجال الفتح حتى تخاذلوا ... فقد جئتم والكون مقعده وثرموطا
مذاهبكم شتى وكل بدينه ... قرير عيون لا يحوله النعر الخلاف