التالية وهناك تقوى حجة الغربي في قوله. الشرقي لا يصلح لتولي الأعمال ونعوذ بالله تعالى من السقوط في هذه الوهدة وكيف يحصل هذا والقائم بأمر الدولة مولى الفضل وحبيب المعارف أفندينا المفخم أيده الله. ومن يرى الشرق الآن وتدافع أهله في تعلم العلوم الدينية والرياضية والطبيعية يعلم أن التربية تحت الأحضان تنتج العمران والمدنية. ويشهد بحبهم للمعارف قول اللورد كرومر (السيربارنج) ما مررت بقرية من قرى مصر إلا رايت أهلها يطالبون بتكثير المدارس. ولا بدع إن قلنا أن الحياة الوطنية بعد إن زارت الغرب والبسته ثوب التمدن وأطلعت فيه شموس المعارف والمخترعات عادت إلى وطنها ومحل نشأتها فتلقاها أهلها بالتحية والسلام.
نتقدم بين أيدي حضرات الأفاضل خدمة أفكار المم وأطباء أمراض المدنية زملائنا الأجلاء محرري الجرائد المحلية عربية وإفرنجية علمية وسياسية بشكر جميل صادر من لسان يترجم عما انطبع في الفؤاد من حبنا لهم وميلنا إليهم يصحبه ثناءٌ جليل على تلقيهم العدد الأول من جريدتنا الأستاذ بيد القبول وتقريظه بلسان المحبة الناطق بالسحر الحلال وبديع البيان. ولا نجد ما نقابل به ثناءهم بعد أن سبقونا بالفضل واتبعوه بالتفضل فعجزنا عن الثناء لما لعنايتهم وتوجهاتهم العالية من العظم عندنا بل وعند الناس. فإن تفضلوا وقبلوا عذرنا عن أداء واجب الشكر والثناء كان ذلك فضلاً على فضل