مجله الاستاذ (صفحة 391)

تصفحناها على اختلاف مشارب محرريها ومذاهبهم وجدنا في كل كلمة معنى يدعو إلى الوطنية ويحرض على المحافظة على الحقوق المقدسة والعوائد الأهلية والمذاهب الدينية ولا يلام أجنبي نزح عن بلاده ليخدمها في الشرق فإنه يقيم بذلك الدليل على صدق وطنيته وجده في خدمة ملته وانتصابه للدفاع عن دولته فالذي نسميه خداعاً وغريراً من الجرائد الأجنبية بالنسبة لمغايرته لمصالحنا هو عين المجد والشرف لها لكونه وجهتها التي توجهت إليها سكنت الشرق أو الغرب. ولكن العجب من شرقي يخدم غربياً بسلب حقوق إخوانه وإضاعة شرف أوطانه والحط على ملوكه وأمرائه ينادي اخوانه بلسانهم كأنه ناصح مشفق ويستعين عليهم بهم وينفق على أضلالهم من مالهم حتى إذا استلان عرائكهم قذف بهم في ساحة الغير. والأجنبي المحض خير للشرقيين من هذا المحتال ولقد أثرت أكاذيب مثله في نفوس الشرقيين حتى ميزوا الخبيق من الطيب لثقل الكذب على أسماعهم. ولا نلبث أن نرى الأفكار الشرقية وصلت إلى وحدة صرفة تصدم بها كل هماز مشاه بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل. وإنما يوصل الشرقيين لذلك قرع أسماعهم بنصح الجرائد المخلصة محلية كانت أو أجنبية وتبيين مشارب الجرائد الخادعة ووجهتها والتحذير من فتنتها التي تدعو إليها ومستأجرتها التي تنادي باسمها إذ ذاك تتجه القوى الفكرية إلى وجهة واحدة في جميع الممالك الشرقية مع مراعاة كل أمة خصائص مملكتها ومزايا متعبّدها ورجوع إلى نظام يماثل به نظام أوروبا مدنية وشرفاً واستقلالاً. ومن العبث أن يتصور وصول الشرق إلى القوة العلمية والتجارية والإدارية في زمن يسير أو عصر هذا الجيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015