يحكم العصريون بحسنها وإذا كان كذلك كان من الواجب على كل إنسان أن يتتبع أخلاق العقلاء وأحوال الفضلاء ليأخذ عنهم ما تتم به مروءته ولا يكون ذلك إلا بتنزل الإنسان عما تطالبه به طبيعيته من العظمة والعلو على الغير حتى على أهل الفضائل فإن ذلك حجاب بينه وبين الوصول إلى المروءة ولذلك قيل سيد القوم خادمهم لأنه يلتقط منهم بخدمته من درر أخلاقهم وعاداتهم ما لا يتوصل إليه بالتعاظم عليهم فعلينا معاشر الشرقيين أن نسعى في طلب المروءة وجه طلب الفضيلة ومكارم الأخلاق
وقفنا على قصائد عراء من نظم الأديب الكامل الفاضل محمود افندي واصف حبيس سجن اسكندرية الآن فرج الله تعالى كربه فمنها قوله يمدح أحد الأمراء العظام.
خل الشقيَّ بسهده وبكائه ... يلهو فلا حملت بعض شقائه
يكفيه من داء النوائب أنه ... ابداً يرى في الموت عين شفائه
فالهم أيسر ما حوت أضلاعه ... والسقم أهون كائنٍ من دائه
الف المصائب والخطوب فؤاده ... فهو المنعم دائماً بعنائه
وترنحت بيد الضنى أعطافه_كترنح النشوان من صهبائه
وغدا لفرط همومه ومساءه_كصباحه وصباحهُ كمسائه
وتنكرت من بعد معرفة له_الأيام فالأيام من أعدائه
ثاو بأعماق السجون كصارم_في الغمد لم يصدا لطول ثوائه