مجله الاستاذ (صفحة 34)

اجتناءً لثمرة أتعابهم فتخللوا بين الأمم شرقية وغربية مظهرين معارفهم قابضين على حفظ وحدة الجنس باليمنى حافظين للحياة الوطنية باليسرى عاضّين على أسباب تقدمهم بالنواجذ حتى بهروا العالم بنشاطهم وهممهم وسرعة تقدمهم في المعارف وصبرهم على وعثاء السفر وصروف الزمان ثم عممت الدولة التعليم وجعلته إجبارياً في جميع القرى والمدن وهي حسنة من حسنات أمير المؤمنين أيده الله تعالى. وانتبهت رجال الغرب في مراكش وفاس وطنجة وغيرها فأخذت تتلقى دروس الحياة الوطنية من الملاعب السياسية التي تظهرها الأمم الغربية بداعية الأطماع وحب الأُثرة فأصبحت بلادهم مدارس أفكار ومجامع جدال وقد تحولت الأفكار من السكون والخمود إلى الحركة والاشتغال ووقفوا أمام رجال الغرب يبادلونهم الأفكار والمناظرة وكيف يجهلون أمراً تتناقله الكبار والصغار عن الجرائد غربية وشرقية.

وهل يغيب عنهم أنهم في مركز حرج محاط بالطامعين فيه لا يغيب عنهم ذلك فقد دلتنا حكمة مولاي السلطان الحسن حرسه الله تعالى على التفاته لبلاده وسعيه في بث الحياة الوطنية في أنحاء مملكته ولا نلبث أن نراهم حفظوا استقلالهم بجمع وحدتهم وحياطة بلادهم بحزم وعزم ناشئين عن الأفكار ونشر العلوم وتهذيب النفوس وقطع الأحقاد ومنع التقاطع والتدابر وسير الأمة خلف النظام العام بتبادل المعاملة والمساكنة بين الأمة والأمم المستوطنين والمجتازين مع المحافظة على الحقوق الوطنية والخصائص الدينية والروابط الجنسية لتحيا المملكة حياة لا تميتها التظاهرات ولا تضعفها المجادلات فإن القوة السلمية أسرع في تحصين الممالك وأحسن من القوة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015