حماية فرانسا سنة 1814. وتغلبت انكلترة على جميع أراضي غيانة وطردت الفلمنك منها سنة 1814. واستولت الروسيا على مملكة له (بولونيا) سنة 1814. وتخلص الفلمنك والبلجيك من فرانسا سنة 1815. وتخلصت الشيلي من أسبانيا سنة 1818. وتخلصت المكسيك من أسبانيا سنة 1820. وتخلصت جزيرة انتيلة الصغرى من فرانسا سنة 1821. وتخلصت البيرو من أسبانيا سنة 1821. وتخلصت كلومبيا من أسبانيا سنة 1822. وتخلصت البيرو العليا من بونس ايريس سنة 1825 وكل ذلك بتربية الأمم تحت أحضان بعضها البعض وتعليم الجاهل وتنبيه الغافل حتى إذا انبعثت الحياة الوطنية في أمة سارت خلف شرفها بما يؤهلها به العلم للسعي خلف
الكمال. وبهذه الحياة تغلبت الدول وتلونت بألوان شتى وتشكلت فتوحاتها وتقهقرها ومدنيتها وتوحشها وانحطاطها وارتفاعها وتابعيتها واستقلالها أشكالاً يخرجنا استقصاؤها عن الإيجاز اللازم للجريدة.
وهذا الذي ساق الأمم المحكومة بالغير لطلب عز الاستقلال فكثرت الثوار في جميع الأقطار بالتقليد لا بالعلم والمادة وهل ينجح ثائر تجردت جماهيره من المعارف وبعدت عن الصنائع والتفنن في الآلات واندفعت خلف الأهواء يسوق بعضهم بعضاً لغاية شخص أو تعصب رجل وقد كان الشرق قبل الفتح الإسلامي أمماً وقبائل وممالك مندفعة خلف العدوان بباعث الهمجية والفراغ من المعدات الكمالية يورّث الكبير الصغير الضغائن والأحقاد بين أهل بيت يجمعهم أب وقبيلة ترجع إلى أصل