وإذا أبيت سوى العلوم فلا تضق ... بحروب دهر لا يميل لفاضل
قِلّب تواريخ الأولى سبقوا تجد ... دنياك ما قيدت بغير الباطل
تجد الأفاضل في الزوايا كلهم ... حال الحياة وبعدها تجافل
العلم ستر كالسحاب به ترى ... شمس الحقيقة خلف ذاك الحائل
هل أبصرت عيناك ديواناً به ... مدح البليغ جميل سعد حافل
إن قلت أي فاذكر لنا من ناله ... أو لا فعش كالناس في ذا الساحل
ضدان لا تلقاهما في واحد ... مال الغبي وحكمة للكامل
فإن من رزق العقل. اكتفى بالفضل. لا بالمال. وحسن الحال. فله التصرف في قالوا وقلنا. لا نالوا ونلنا له من الأدب قناطير. ومن المال قدر النقير. فإذا وضع نقير العفة. أمام ألف قفه. تساوى مع جامع الحطام. في كسوة وطعام. ولا اختلاف إلا في الألوان. ومظاهر الأكوان. فما رأينا غنيا يأكل الذهب. ولا فقيراً يطعم الحطب. ولا مثريا جعل ثوبه عقيانا. ولا فاضلاً مشى عريانا. وإذا استوى الناس في هذه العادة. كان الفضل لأهله زيادة. ومن ربح الفضل غبط. إذ يرى عمل غيره حبط. فطرة الله التي فطر الناس عليها. فعش بحالة أوصلك إليها. فقد تولاك طفلاً لا تعرف الحيلة. ولا تتصور الوسيلة. رفع زيداً وعمراً. وجعل لهما غنية وأمرا. يستخدمهما لك. عندما تظهر فضلك. فلك الراحة وعليهم التعب. ولهم الغلظة ولك الأدب. لا ذكر لهم بعد ذهاب الجسم. والفاضل خالد الرسم. وسيرتهم من العدميات.