الجليلة وعكسوا آمال رجالها بخيبة مساعيهم فاضطرت لإقفال الفابريقات والمعامل لعدم الرغبة في مصنعوها وما زال الأهالي يمتنون الصنائع شيئاً فشيئاً بالأخذ من صنائع الغير حتى صارت الملابس والفرش والأواني وكل ما يلزم الإنسان من ضروريات الأثاث من صناعة الأجانب وبهذا ماتت الصناعة موتاً وحياً. ثم انهمك المصريون في الأشربة المسكرة ولعب القمار فخسروا خسراناً مبيناً
وذهبت أملاك السكيرين والمقامرين وأخذها الأجنبي وأصبحوا فقراء لا يملكون شيئاً. ولا نسمع من الأهالي إلا اللوم على الحكومة المحلية في تهور الشبان وتهتك المثرين كما نسمعهم يلومون عليها في وجود المدارس الأجنبية التي إذا تعلم فيها متعلم نقلته من دينه وألزمته بدين منشئيها.
وهذا الذي حققناه وشاهدناه أما الحكومة الحاضرة فإنها متيقظة حازمة حافظة للنظام قائمة بأداء ما يلوم من تقسيط ديونها سارية على أفكار خديويها الأعظم المجد في ترقية الأمة المصرية وبسط جناح العدل وحفظ الأنفس والأعراض والأموال لكل وطني أو مستوطن وهيئة نظاراه الكرام ومديري بلاده ومأموريها على أحسن ما يكون في أفضل حكومة يقع عليها استحسان الإنسان. وبكل احترام للمجلس ورجال المبرئين من كل عيب أمضى كل منا هذا التقرير بما ذكر أعلاه.
قرار المجلس
نحن رئيس محكمة الحقوق نحكم بما هو آت، إن الحيثيات التي اشتملت عليها الدعوى تستدعي الحكم بما تضمنته القوانين الحقة فبناء على حيثية تهاون أبناء الوطن في صناعهم وتتبعهم مصنوع الغير نحكم بإحالتهم على لجنة التأديب