لاحتياجه إلى مترجم يترجم له العربية إذ ذاك. وقد وقع الشرق بأجمعه في هذا التيار فينحدر معه رجال الغرب الأفريقيين ورجال الشرق من مصر إلى الشام إلى سواحل العرب إلى العراق إلى الهند إلى الأستانة وأخذ كل ينقل عن الأوروبي بلسانه وتعبيره من غير نظر في العواقب الوخيمة والأمل عظيم في عناية السلطان الأعظم والخليفة الأكرم فقد وجه همته العلية الآن لفتح مكاتب ابتدائية في جميع القرى ليتعلم كل أهل قرية بلغتهم عربية كانت أو تركية ونود أن لو حصل تعليم أفراد من أبناء الترك والكرد والجركس باللغة العربية ليكونوا مؤهلين لولاية الأقضية والولايات العربية في الشام والعراق واليمن والحجاز فيسمعون من الخصوم شكواهم ومقضون بينهم بلغتهم دفعاً لتحريف المترجمين أو أخبارهم بغير الواقع تبعاً للغايات والذتيات فحياة اللغة العربية في بني الترك خصوصاً وفي بنيا لعرب عموماً حياة للدولة من طريق معنوي أما نحن معاشر المصريين فإننا واقفون بين أيدي سيدنا وأميرنا الخديوي الأفخم باسطين أكف الضراعة ملتمسين توجيه عنايته إلى لغة البلاد الرسمية لحفظ آثار أبيه وأجداده الكرام التي صرفوا في انتشارها تسعة عقود من السنين وما ذلك إلا حياكة اللغة والمحافظة عليها بفريق من العلماء ورجال المدارس ونشر ما يقررونه أولاً فأولاً وإلزام التلامذة والمجاورين بالأخذ به واستعماله وتدريس العلوم بها في جميع مجامع التعليم وتعيين فريق من حفظة اللغات لترجمة الكتب التي تلزم التلميذ حتى يتأهل للأخذ من الكتب الأجنبية بعد إتقانه لغته وتمكنه منهل ولا نعدم من فخامته حسن توجه به تحيا هذه اللغة حياة أبدية فيجدد تاريخ مصر بل تاريخ العرب أجمع بعنايته وحسن