بهرني من ازدحام المسلمين وفرحهم الفرح التام وتخلل جموعهم بكثير من الأقباط والسوريين والإفرنج للتفرج على
هذا الموسم البديع المثال وكنت واقفاً بصيوان فاضل بني عبد مناف الأكارم السيد محمد أبي حامد حال اشتعال الألعاب النارية فرأيت ما لم أره من قبل وناهيك بمحفل ما ترك أميراً ولا عالماً ولا شريفاً ولا ذاتاً من الذوات ولا نبيهاً وفاضلاً إلا جمعهم في ساحته المنيرة وقد اجتمعت بأفضل الفضلاء وشيخ مشايخ الأزهر الشريف صاحب السماحة والفضيلة أستاذنا الأكبر وشيخنا الأطهر الشيخ محمد الأنبابي ومعه الشيخان الفاضلان العلامتان الشيخ محمد البنا والشيخ سليم البشري وكانوا منيرين لصيوان السيد علي المغازي ليلة الأحد واقتبست من كلماتهم الحكمية ما يزيد المرء علماً وإيماناً. وفي صبيحة يوم الاثنين تلا المولد الشريف بحضور عطوفتلو عبد الرحمن باشا رشدي نائباً عن الحضرة الخديوية الفخيمة وانتهى المجلس بالدعاء لذاته الكريمة وانفض المحفل وكل يقول آمين.
أصخ للقلم تجده يئن بصوت الحزين الكئيب وانظر الدواة ترها لبست ثوب الحداد على ركن الإنشاء الذي قوضت دعائمه بوفاة النبيه النبيل الشاب المرحوم محمد لي بك وكيل إدارة الأقلام العربية بالداخلية توفى صبيحة يوم الجمعة 9 ربيع الأول سنة 1310 وشيع باحتفال مشى فيه كثير من العلماء والذوات والعيان فنعزي شقيقه الفاضل محمود أفندي علي في غصن مجد ذوى في إبان نموه ونسأل له ولآله صبراً جميلاً وللمتوفي أجراً حسناً ورحمةً من الله ورضواناً.