اشتغالنا بالصناعة وإعادة ما فقدته البلاد من ثروة أهاليها باحتكار مواردها واستخدام بعضهم البعض في المعامل وترويج بعضهم البعض بالبيع والشراء. وأن لا يصح لمسلم أو مسيحي أو إسرائيلي مصري أن يتوب من ذنبه ويقلع عن معاصيه ويترك مفسدات العقل والمال ويرجع إلى التنزه عن النقائص والبعد عن الرذائل. وإن لا يتحلى أحد بحلية الكمال ويظهر بمظهر العقلاء السائرين في طرق الإصلاح وعمار البلاد. أم هناك مادة تلزمنا بالتردد على أماكن المومسات نصرف النفيس ونتلف النفس بما نصاب به من العدوى ثم نذهب إلى عائلاتنا فنصيبهم بالعدوى منا ثم نتهمهم بما نتهم به أنفسنا وربما فارق الغير منا حرمه بهذه العلة الوهمية التي جلبها بنفسه وهي بريئة من كل ما يخدش الشرف ونحن الذين جلبنا
عليها هذه المصيبة بخروجنا عن الحدود وانغماسنا في النقائص. وهل هذه المعامل والفابريقات الأوروباوية فتحت باتفاق مع حكومتنا على أننا نشتري كل ما تصنعه وهل من ضمن المعاهدات التجارية أن لا يقوم واعظ في الأمة ينهاهم عن المتلفات العقلية والمالية ويأمرهم بالاقتصاد في المعيشة ويحثهم على مكارم الأخلاق. أم هذه هي الأضاليل تبثونها بين ضعفاء العقول وقليلي الإدراك تصورون لهم الأوهام في صور الحقائق تغريراً وتضليلاً وإرهاباً للنفوس وإخماداً للأنفاس. وما تشعرون أننا بين يدي أمير حازم ساح أوروبا وهجر وطنه صغيراً في طلب العلوم والوقوف على عادات الأمم وأسباب ثروتهم ومواد تقدمهم وموارد عزتهم حتى إذا درس العلوم اللازمة لمثل فخامته عاد وقد تهيأ له كرسي إمارته الجليلة وأصبح لا ينظر إلا فيما فيه صلاح بلاده ولا يمسي إلا وهو يدبر أمر رعيته ولا ينام إلا عن فكر في