القصابة ظلماً ومعاناة الإنسان صنع البر خبزاً والخضر طبيخاً أكثر مشقة من ذبح الحيوان وسلخه) الحادي عشر. إننا إذا خصصنا بقعة من الأرض للزرع والاستثمار فأن محصولها يقيت عدداً كثيراً من الناس الذين لو اقتاتوا بحيوان يرعى في تلك البقعة ما كفاهم. الثاني عشر. المشتغلون بالزراعة أكثر من المشتغلين بتربية الحيوان. الثالث عشر. النتيجة من الاغتذاء بالبقول واللحوم واحدة والبقول أرخص من اللحوم سبعة أمثال والرابع عشرة أن من الظلم قتل الحيوان الذي يساعد الإنسان ويشاركه في أعماله ويعينه على حملانه وغزواته وضروريات معاشه ومع ما نراه في الحيوان من الشدة والشجاعة والإقدام فإن هلا يغتذى بغير أحشائش والأعشاب الخامس عشر أن الشعوب الأشد نشاطاً وأكثر كداً وسعياً هي التي تقتات بالبقول فأهل سكسونيا يقتاتون بمغلي الشوفان وأهل أيرلندا بالكماءة وهم أكبر من الإنكليز وأقدر على العمل وفلاح أوفزنيا يأكل الكستنا (أبو فروة) والطلياني يأكل شربة الذرة الصفراء وقد اشتهر الجندي العثماني والبستاني الصيني والحمال الجزائري بجَلدهم على التعب وهم لا يأكلون من اللحوم كغيرهم (قلت وفلاح مصر وسورية وعرب الحجاز واليمن بل وجزيرة العرب بأجمعها لا يأكلون اللحوم إلا في أيام قلائل وهم أصح أجساماً من سكان المدن ولكن لجودة هواء القرى أكبر دخل في تقدم صحة أهلها) السادس عشر من الشعوب الشهيرة في التاريخ بثباتها وشجاعتها السبرتيون وما كانوا يقتاتون إلا بالنباتات
وكذلك الرومانيون أيام عظمتهم واليونان كانوا على جانب عظيم من القوة والشدة قبل أن يألفوا أكل اللحوم فلما أكلوها قلت