نوع فضل يضاهي التبر تربتها ... ودار أنس يحاكي الدر حصباها
عدا كل جيرة حلوا بساحتها ... صرف الزمان فأبلاهم وأبلاها
بدور تم غمام الموت جلها ... شموس فضل سحاب الترب غشاها
فالمجد يبكي عليها أسفاً ... والدين يندبها والفضل ينعاها
يا حبذا أزمن في ظلهم سلفت ... ما كان أقصرها عمراً وأحلاها
أوقات أنس قضيناها فما ذكرت ... إلا وقطع قلب الصب ذكراها
يا سادة هجروا واستوطنوا هجراً ... واهاً لقلب المعنى بعدكم واها
رعياً لليلات وصل بالحمى سلفت ... سقياً لأيامنا بالخيف سقياها
لفقدكم شق جيب المجد وانصدعت ... أركانه وبكم ما كان أقواها
وخر من شامخات العلم أرفعها ... وأنهد من باذخات الحلم أرساها
يا ثاوياً بالمصلى من قرى هجر ... كسيت من حلل الرضوان أرضاها
أقمت يا بحر بالبحرين فاجتمعت ... ثلاثة كن أمثالاً وأشبابها
ثلاثة أنت أسداها وأغزرها ... جوداً وأعذبها طعماً وأحلاها
حويت من درر الحلياء ما حويا ... لكن درك أعلاها وأغلاها
يا أخمصاً وطئت هام السهى شرفاً ... سقاك من ديم الوسمي أسماها
ويا ضريحاً علا فوق السماك علا ... عليك من صلوات الله أزكاها
فيك انطوى من شموس الفضل آخرها ... ومن معالم دين الله أسناها
ومن شوامخ أطواد الفتوة أر ... ساها وأرفعها قدراً وأنهاها
فاسحب على الفلك العلوي ذيل علا ... فقد حويت من العلياء أعلاها