تعالى الله يا سلم بن عمرو ... أذل الحرص أعناق الرجال
هب الدنيا تساق إليك عفواً ... أليس مصير ذلك للزوال
نعى نفسي إلي من الليالي ... تصرفهن حالاً بعد حال
فما لي لست مشغولاً بنفسي ... وما لي لا أخاف الموت ما لي
أما في السالفين لي اعتبار ... وما لاقوه لم يخطر ببالي
كأني بالمنية أزعجتني ... ونعشي بين أربعة عجال
وخلفي نسوة يبكين بعدي ... كأن قلوبهن على المقالي
وحقك كل ذا يفنى سريعاً ... ولا شيء يدوم مع الليالي
قال علي بن أبي طالب:
إنما نعمة دنيا متعة ... وحياة المرء ثوب مستعار
وصروف الدهر في أطباقه ... حلقة فيها ارتفاع وانحدار
بينما الإنسان في عليائها ... إذ هوى في هوة منها فغار
قد شبه بعضهم الدنيا بخيال الظل فقال:
رأيت خيال الظل أعظم عبرة ... لمن كان في علم الحقائق راقي
شخوصاً وأشباحاً يخالف بعضها ... لبعض وأشكالاً بغير وفاق
تجيء وتمضي بابة بعد بابهٍ ... وتفنى جميعاً والمحرك باق
وقال شرف بن أسد في معناه:
يا من تملك ملكاً لا بقاء له ... حملت نفساً آثاماً وأوزارا
هل الحياة بذي الدنيا وإن عذبت ... إلا كطيف في الكرى زارا