صفات الذات والأفعال طراً ... قديماتٌ مصونات الزوال
نسمي الله شيئاً لا كالأشيا ... وذاتاً عن جهات الست خال
وليس الاسم غيراً للمسمى ... لدى أهل البصيرة خير آل
وما إن جوهر ربي وجسم ... ولا كل وبعض ذو اشتمال
ورب العرش فوق العرش لكن ... بلا وصف التمكن واتصال
وما التشبيه للرحمن وجهاً ... فصن عن ذاك أصناف الأهالي
ولا يمضي على الديان وقت ... وأحوال وأزمان بحال
ومستغن إلهي عن عباد ... تفرد ذو الجلال وذو المعاني
يميت الخلق طراً ثم يحيي ... فيجزيهم على وفق الخصال
لأهل الخير جنات ونعمى ... وللكفار إدراك النكال
ولا يفنى الجحيم ولا الجنان ... ولا أهلوهما أهل انتقال
يراه المؤمنون بغير كيف ... وإدراك وضرب من مثال
فينسون النعيم إذا رأوه ... فيا خسران أهل الاعتزال
أغيب وذو اللطائف لا يغيب ... وأرجوه رجاء لا يخيب
وأسأله السلامة من زمان ... بليت به نوائبه تشيب
وأنزل حاجتي في كل حال ... إلى من تطمئن به القلوب
ولا أرجو سواه إذا دهاني ... زمان الجور والجار المريب
فكم لله من تدبير أمر ... طوته عن المشاهدة الغيوب