والآثار البعيدة فكان من أشد ملوك العرب نكاية في العداء وأبعدهم مغاراً (850 قبل المسيح) ويقال إنه وطئ أرض العراق وفارس وخراسان افتتح مدائنهم وخرب مدينة الصفد وراء جيحون فقالت العجم شمر كند أي شمر خرب. وبنى مدينة هنالك فسميت باسمه هذا وعربته العرب فصار سمرقند. وشخص من اليمن غازياً بالحيرة فتحير عسكره. ثم رجع إلى اليمن وهابته الملوك وهادنوه وأخذ بدين اليهودية بإغراء بعض أحبار اليهود من بني قريظة ثم عاد إلى غزو بلاد فارس فوطأ الممالك وذللها وعمد إلى الصين قال النويري: وكان لملك الصين في ذلك الزمان وزير شديد البأس سامي اهمة فلما بلغه مسر ملك اليمن جدع انفه ولحق بأبي كرب وسعى إليه بأمره وتشكى من ملك الصين وتظاهر أنه يدل أبا كرب على خلل يمكنه الفرصة لإلقاء بلادهم بالقياد وفتحها فسر به تبع وبالغ في إكرامه وأصاخ لقوله. فنهض الوزير بجيشه وهو يقدمهم حتى انتهى بهم إلى أرض سبخة. فتوغلوا في فلواتٍ سحيقة لا ماء فيها فأجهدهم العطش فهلكوا. ثم قام بعده ابنه أبو مالك وهلك في بعض غزواته ثم انتقل الملك مدة إلى بني كهلان حتى ملك عمرو بن عامر الأزدي وقيل له مزيقيا لأنه كان يلبس كل يوم بدلة فإذا أراد الدخول إلى مجلسه رمى بها فمزقت لئلا يجد أحد فيها ما يلبسة. وقيل إنه على عهده صار سيل العرم (102 ب م) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015