وملك بعد يعرب ابنه يشجب. وكان واهي العزيمة واستبد أعمامه بما في أيديهم من الممالك. وملك من بعده ابنه عبد الشمس وأكثر الغزو في أقطار البلاد قسمي سبأ. وكانت قاعدة ملكة مدينة صنعاء ومن مدنه مأرب على ثلاث مراحل منها (للنوري وابن الأثير)

سد مأرب وتفرع بني سبا

396 فبنى سبأ في مأرب سداً مابين جبلين بالصخر والقار فحقن به ماء العيون والمطار وساق إليه سبعين وادياً وترك فيه خروفاً على قدر ما يحتاجون إليه في سقيهم. وهو الذي يسمى العرم ومات قبل إتمامه فأتمه ملوم حمير من بعده فأقاموا في جناته عن اليمين والشمال. ودولتهم يومئذ أوفر مما كانت وأترف وأبذخ وعلى يداً وأظهر. فلما طغوا أجحفهم السيل وأغرق جناتهم وخرجت أرضهم وتمزق ملكهم وصاروا أحاديث وكان هؤلاء التبابعة ملوكاً عدة في عصور متعاقبة وأحقاب متطاولة لم يضبطهم الحصر ولا تقيدت منهم الشوارد. وربما كانوا يتجاوزن ملك اليمن إلى ما بعد عنهم من العراق والهند والمغرب. فاختلفت أحوالهم ووقع اللبس في نقل أيامهم. فلنأت منها متحرياً جهد الاستطاعة عن طموس من الفكر واقتفاء التقاييد المرجوع إليها والأصول المعتمد على نقلها وعدم الوقوف على أخبارهم مدونة في كتاب واحدٍ. وكان لسبأ من الولد كثير أشهرهم حمير وعمرو وكهلان فيعزى التبايعة إلى حمير والمناذرة إلى عمرٍ وينتمي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015