الطبيعي الكرة الرابعة زعم المنجمون أن الشمس بين الكواكب كالملك وسائر الكواكب كالأعوان والجنود. والقمر كالوزير وولي العهد وعطارد كالكاتب والمريخ كصاحب الشرطة والمشتري كالقاضي وزحل كصاحب الخزائن والزهرة كالخدم والجواري والأفلاك كالأقاليم والبروج كالبلدان. والدرجات كالعساكر. والدقائق كالمحال والثواني كالمنازل وهذا تشبيه جيد.
ومن عجائب لطف الله تعالى جعل الشمس في وسط الكواكب السبعة لتبقى الطبائع والمطبوعات في نظم العالم بحركاتها على حدها الاعتدالي إذ لو كانت في فلك الثوابت لفسدت الطبائع بشدة البرد ولو أنها انحدرت إلى فلك القمر لاخترق هذا العالم بالكلية ولطف آخر من الله تعالى أن خلقها سائرة غير مواقفة وإلا لاشتدت السخونة في موضع واشتد البرد في غيره فلا يخفى فسادهما لكن تطلع كل يوم من المشرق ولا تزال تغشى موضعاً بعد موضع حتى تنتهي إلى المغرب فلا يبقى موضع مكشوف مؤاز لها إلا ويأخذ خطاً من شعاعها وتميل في كل سنة مرة إلى الجنوب ومرة إلى الشمال لتعم فائدتها أما إلى الجهة