الزبير وقرأه تهلل وجهه وأسفر فقال له أبوه: يا بني من عفا ساد. ومن حلم عظم. ومن تجاوز استمال إليه قلوب. فإذا ابتليت بشيء من هذه الأدواء. فداوه بمثل هذا الدواء.

المنصور ومحمد بن جعفر

306 قيل: كان المنصور معجباً بمحادثة محمد بن جعفر ولعظم قدره يفزعون إليه في الشفاعات. فثقل ذلك على المنصور فعجبه مدة. ثم لم يصبر عنه فأمر الربيع أن يكلمه في ذلك فكلمه وقال: أعف أمير المؤمنين لا تثقل عليه في الشفاعات، فقبل ذلك منه. فلما توجه إلى الباب اعترضه قوم من قريش معهم رقاع فسألوه إيصالها إلى المنصور. فقص عليهم القصة فأبوا إلا أن يأخذها. فقال: اقذفوها في كمي. ثم دخل عليه وهو في الخضراء مسرف على مدينة السلام ما حولها من البساتين. فقال له: أما ترى إلى حسنها يا أبا عبد الله.

فقال له: يا أمير المؤمنين بارك الله لك فيما أتاك وهناك بإتمام نعمته عليك فيما أعطاك. فما بنت العرب في دولة الإسلام ولا العجم في سالف الأيام أحصن ولا أحسن من مدينتك ولكن سمجتها في عيني خصلة. قال: ما هي. قال: ليس في فيها ضيعة. فبتسم وقال: قد حسنتها في عينك بثلاث ضياع قد أقطعتكها فقال: لله درك يا أمير المؤمنين إنك شريف الموارد كريم المصادر فجعل الله تعالى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015