ثم سألته حاجة فيها بعض الغلظ. فتلكأ علي. فوقعت في سحاءة:
ما ضر عندك حاجتي ما هزها ... عذراً إذا أعطيت نفسك قدرها
أنظر إلى عرض البلاد وطولها ... أو لست أكرم أهلها وأبرها
حاشى لجودك أن يوعر حاجتي ... ثقتي بجودك سهلت لي وعرها
لا يجتني حلو المحامد ماجد ... حتى يذوب من المطالب مرها
فقضى الحاجة وسارع إليها (لابن عبد ربه) 207 وصف مروان بن أبي حفصة بني مطر فقال:
بنو مطر يوم اللقاء كأنهم ... أسود لها في غيل خفان أشبل
هم يمنعون الجار حتى كأنما ... لجارهم بين السماكين منزل
هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا=أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا
وما يستطيع الفاعلون فعالهم ... وإن أحسنوا في النائبات واحملوا
208 حدث محمد الرواية قال: دخلت على الرشيد وعنده الفضل ابن الربيع ويزيد بن مزيد. وبين يديه خوان لطيف عليه جرمان ورغيفان سميذاً ودجاجتان. فقال لي: أنشدني. فأنشدته قصيدة النمري العينية فلما بلغت إلى قوله:
إن المكارم والمعروف أودية ... أحلك الله منها حيث يتسع
إذا رفعت أمراً فالله يرفعه=ومن وضعت من الأقوام متضع
نفسي فداؤك والأبطال معلمة ... يوم الوغى والمنايا صلبها فزع
قال فرمى بالخوان بين يديه وصاح وقال: هذا والله أطيب