نشر والسكوت طي لا يعرف إلا بنشره. فأعجبه كلامه وقال: انشر لا أم لك. فقال: إنا أصابتنا سنون ثلاث. فسنه أكلت اللحم. وسنة أذابت الشحم. وسنة أنقت العظم. وفي يديكم فضول أموال فإن أنت لله عز وجل ففرقوها على عباده. وإن كانت لهم فلا تحبسوها عنهم. وإن كانت لكم فتصدقوا بها عليهم فإن الله يجزي المتصدقين لا يضيع أجر المحسنين. وإن الوالي من الرعية كالروح من الجسد لا حياة له إلا به. فقال هشام ما ترك الغلام في واحدة من الثلاث عذراً. وأمر بمائه ألف دينار ففرقت في أهل البادية. وأمر له بمائة ألف درهم فقال: أرددها في جائزة العرب فما لي حاجة في خاصة نفسي دون عامة الناس (للشريشي)
168 يحكى أن بعض الأعراب امتدح بعض الرؤساء بقصيدة بديعة. فلما قراها عليه استكثرها عليه بعض الحاضرين ونسبه إلى سرقتها. فأراد الممدوح أن يعرف حقيقة الحال. فرسم له بمدٍ من الشعير وقال في نفسه: إن كان له بديهة في النظم فلا بد أن يقول شيئاً في شرح حاله. فأخذ المد الشعير في ردائه وخرج فقال الممدوح للبوابين سراً: لا تمكنوه من الخروج. فوقف الأعرابي في الدهليز حائراً. فبعث إليه الممدوح من سأله وقال له: ما شأنك يا أعرابي. فقال: إني امتدحت الأمير بقصيدة. قال: ما أجازك