وأصل متصل بفرعه. وفرع ليس له أصل. فأما الفرع البائن من أصله فإخاء بني على مودة ثم انقطعت على زمام الصحبة. وأما الأصل المتصل بفرعه فإخاء أصله الكرم وأعصابه التقوى. وأما الفرع الذي لا أصل له فالمموه الظاهر الذي ليس له باطن (لابن عبد ربه) 124 قال البكري:
وخليل لم أخنه ساعة ... في دمي كفيه ظلماً قد غمس
كان في سري وجهري ثقتي ... لست عنه في مهم أحترس
ستر البغض بألفاظ الهوى ... وادعى الود بغش ودلس
إن رآني قال لي خيراً وإن ... غبت عنه قال شراً ودحس
ثم لما أمكته فرصة ... حمل السيف على مجرى النفس
وأراد الروح لكن خانه ... قدر أيقظ من كان نعس
وقال ابن أبي حازم:
وصاحب كان لي وكنت له ... أشفق من والد على ولد
كنا كساق تسعى بها قدم ... أو كذراع نيطت إلى عضد
حتى إذا دبت الحوادث في ... عظمي وحل الزمان من عقدي
إحول عني وكان ينظر من ... طرفي ويرمي بساعدي ويدي
125 قال بعض الحكماء: الإخاء جوهرة رقيقة. وهي ما لم ترقها وتحرسها معرضة للآفات فرض الأبي بالجداء له حتى تصل إلى قربه. وبالكظم حتى يعتذر إليك من ظلمك. والرضا حتى لا