لأن مشقة الاستبداد بالسر أقل من مشقة إفشائه بسبب المشاركة (للشبراوي) قال القاضي الأسعد أبو المكارم المصري الكاتب:
واكتم السر حتى عن إعادته ... إلى المسر به من غير نسيان
وذاك أن لساني ليس يعلمه ... سمعي بسر الذي قد كان ناجاني
112 (في التاج) : إن بعض ملوك العجم استشار وزيريه. فقال أحدهما: لا ينبغي للملك أن يستشير منا أحداً إلا خالياً. فإنه أموت للسر وأحزم للرأي وأجدر بالسلامة وأعفى لبعضنا من غائلة بعض. فإن إفشاء السر لرجل واحد أوثق من إفشاءه إلى اثنين. وإفشاءه إلى ثلاثة كإفشائه إلى جماعة. فإذا كان السر عند واحد كان أحرى أن لا يظهر رغبة ورهبة. وإن كان عند اثنين دخلت على الملك الشبهة واتسعت على الرجلين المعاريض فإن عاقبهما عاقب اثنين بذنب واحد. وإن اتهمها اتهم بريئاً بخيانة مجرم. وإن عفا عنهما كان العفو عن أحدهما ولا ذنب له وعن الآخر ولا حجة معه
113 عاب رجل رجلاً عند بعض الأشراف فقال له: فد استدللت على كثرة عيوبك بما تكثر من عيوب الناس. لأن طالب العيوب إنما يطلبها بقدر ما فيه منها. أما سمعت قول الشاعر:
لا تهتكن من مساوي الناس ما ستروا ... فيهتك الله ستراً من مساويكا