وإياك والأمر الذي إن توسعت ... موارده ضاقت عليك المصادر
فما حسن أن يعذر المرء نفسه ... وليس له من سائر الناس عاذر
وقال محمد بن بشير:
لأن أزجي عند العري بالخلق ... وأجتزي من كثير الزاد بالعلق
خير وأكرم لي من أن أرى مننا=معقودة للئام الناس في عنقي
إني وإن قصرت عن همتي جدتي ... وكان ما لي لا يقوى على خلقي
لتارك كل أمر كان يلزمني ... عاراً ويشرعني في المنهل الرنق
67 وقال أيضاً:
ماذا يكلفك الروحات والدلجا ... ألبر طوراً وطوراً تركب اللججا
كم من فتى قصرت في الرزق خطوته ... ألفيته بسهام الرزق قد فلجا
إن الأمور إذا انسدت مسالكها ... فالصبر يفتق منها كل ما ارتتجا
لا تيأسن وإن طالت مطالبة ... إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا
أحلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
قدر لرجلك قبل الخطو موضعها ... فمن علا زلقاً عن غرة زلجا
ولا يغرنك صفو أنت شاربه ... فربما كان بالتكدير ممتزجا
68 قال المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرم المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها ... وتصغر في عين العظيم العظائم
قال آخر: