حتى يمر بنا في قعر مظلمة ... لحد ويلبسنا في واحد كفنا

يا أطيب الناس روحاً ضمه بدن ... أستودع الله ذاك الروح والبدنا

لو كنت أعطى به الدنيا معاوضة ... منه لما كانت الدنيا له ثمنا

46 قال الحسن بن هانئ في الأمين:

طوى الموت ما بيني وبين محمد ... وليس لما تطوي المنية ناشر

وكنت عليه أحذر الموت وحده ... فلم يبق لي شيء عليه أحاذر

لئن عمرت دور بمن لا أحبه ... لقد عمرت ممن أحب المقابر

ومات ابن لأعرابي فاشتد حزنه عليه وكان الأعرابي يكنى به فقيل له لو صبرت لكان أعظم لثوابك. فقال:

بأبي وأمي من عبأت حنوطه ... بيدي وفارقني بماء شبابه

كيف السلو وكيف أنسى ذكره ... وإذا دعيت فإنما أدعى به

وقال آخر يرثي أخاه:

أخ طالما سرني ذكره ... فقد صرت أشجى إلى ذكره

وقد كنت أغدو إلى قصره ... فقد صرت أغدو إلى قبره

47 قالت الخنساء ترثي أخاها:

أعيني جودا ولا تجمدا ... ألا تبكيان لصخر الندى

ألا تبكيان الجري الجوادا ... ألا تبكيان الفتى السيدا

طويل النجاد رفيع العما ... د ساد عشيرته أمردا

يحمله القوم ما غالهم ... وإن كان أصغرهم مولدا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015