وقال ابن عمران:
أف لدنيا قد شغفنا بها ... جهلاً وعقلاً للهوى متبع
فتانةٌ تخدع طلابها ... فلا تكن ممن بها ينخدع
أضغاث أحلام إذا حصلت ... أو كوميض البرق مهما لمع
25 (من خطبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب) أيها الناس إنما أنتم خلف ماضين وبقية المتقدمين. كانوا أكثر منك بسطة وأعظم سطوة. أزعجوا عنها أسكن ما كانوا إليها فغدرت بهم أوثق ما كانوا بها. فلم تغن عنهم قوة عشيرة ولا قبل منهم بذل فدية. فارحلوا نفوسكم بزاد مبلغ قبل أن تؤخذوا على فجأة. فقد غفلتم عن الاستعداد وجف القلم بما هو كائن. فحاسبوا أنفسكم قبل أن يحاسبوا. ومهدوا لها قبل أن تعذبوا. وتزودوا للرحيل قبل أن تزعجوا. فإنما هو موقف عدل وقضاء حق. ولقد أبلغ في الإعذار. من تقدم في الإنذار.
26 (من كلامه) الدنيا دار بلاء. ومنزل قلعة وعناء. قد نزعت منها نفوس السعداء. وانتزعت بالكره من أيدي الأشقياء. فأسعد الناس فيها أرغبهم عنها. وأشقاهم بها أرغبهم فيها هي الغاشة لمن انتصحها والمغوية لمن أطاعها. والهالك من هوى فيها. طوبى لعبد اتقى فيها ربه ونصح نفسه وقدم توبته وأخر شهوته من قبل أن تلفظه الدنيا إلى الآخرة. فيصبح في دمن غبراء. مدلهمة ظلماء. لا يستطيع أن يزيد في حسنة. ولا أن ينقص من سيئة. ثم ينشر فيحشر إما إلى