مشيئتك في السماء كذلك على الأرض. ارزقنا الكفاف يوماً بيوم. اغفر لنا خطايانا وآثامنا. ولا تدخلنا في التجارب وخلصنا من إبليس لنسبحك ونقدسك ونمجدك إلى دهر الداهرين. ثم جعل يقول أيضاً: اللهم إن رحمتك كعظمتك. اللهم إن نعمتك أعظم من رجائنا. فصنعك أفضل من آمالنا. اللهم اجعلنا شاكرين لنعمائك حتى تشتغل بذكرك جوارحنا. وتمتلئ قلوبنا. اللهم أعنا على أن نحذر من سخطك ونبتغي طاعتك ورضاك. اللهم وفقنا للعمل بما نفوز به من ملكوتك. من أجل أنه ينبغي لك العز والسلطان والقدرة. قال الشيخ: فاستحسنت ذلك منه. وسألته أن يدعو لنا وانصرفت وأنا متعجب من حسن مقاله.
22 قال قثم الزاهد: رأيت راهباً على باب بيت المقدس. فقلت له: أوصني فقال: نا أناأناأنا كن كرجل احتوشته السباع فهو خائف مذعور يخاف أن يسهو فتفترسه أو يلهو فتنهشه. فليله ليل مخافة إذا أمن فيه المغترون. ونهاره نهار حزن إذا فرح فيه البطالون. ثم إنه ولى وتركني فقلت: زدني. فقال: إن الظمآن يقنع بيسير الماء 23 إن الحاسة الجليدية إذا كانت مؤفة برمد ونحوه فهي محرومة من الأشعة الفائضة من الشمس. كذلك البصيرة إذا كانت مؤفة بالهوى واتباع الشهوات والاختلاط بأبناء الدنيا فهي محرومة من إدراك الأنوار القدسية محجوبة عن ذوق اللذات الإنسية. ولله در من قال: