الباب الأول في التديّن

في كمالاته تعالى

1 إن الله عز وجل لم يزل ولا يزال. هو الكبير المتعال. خالق الأعيان والآثار. ومكور النهار على الليل والليل على النهار. العالم بالخفيات. وما تنطوي عليه الأرضون والسماوات. سواءٌ عنده الجهر والإسرار. ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار. ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير خلق الخلْق بقدرته. وأحكمهم بعلمه وخصهم بمشيئته. ودبّرهم بحكمته. لم يكن له في خلقهم معين. ولا في تدبيرهم مشيرٌ ولا ظهير. وكيف يستعين من لم يزل بمن لم يكن. لا تلزمه لم. ولا يجاوره أين. ولا تلاصقه حيث. ولا تعده كم. ولا تحصره متى. ولا تحيط به كيف. ولا تظهره قبل. ولم تفته بعد. ولم تجمعه كل. وصفه لا صفة له. وكونه لا أمد له. ولا تخالطه الأشكال والصور. ولا تغيّره الآثار والغِيَر. ولا تجوز عليه المماسة والمقاربة. ويستحيل عليه المحاذاة والمقابلة. إن قلتَ: أين هو. فقد سبق المكان وجوده. لم يفتقر وجوده إلى أين. هو بعد خلق المكان غني بنفسه كما كان قبل خلق المكان. وكيف يحل في ما منه بدا. وإن قلتَ: ما هو. فلا ماهية له (ما موضوعة للسؤال عن الجنس. والقديم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015